في حياتنا اليومية نصادف اشخاصا يواجهون المواقف المختلفة ببشاشة وتفاؤل، وعلي النقيض نجد الآخرين يواجهون نفس المواقف بعبوس وكآبة وتشاؤم.
والسؤال هنا هل الإنسان متفائل أم متشائم بالفطرة؟ أم أن التفاؤل والتشاؤم عادة مكتسبة؟ يجيب عن هذا السؤال الدكتور أحمد فخري إستشاري علم النفس والعلاج النفسي بجامعة عين شمس قائلا: إن العواطف تكون نتاجا لطريقة تفكيرنا، فكثير من الناس يوصفون بانهم متشائمون وآخرون بالتفاؤل والصفتان مكتسبتان.
فالاب والأم يلقنان الأولاد افكارا خاطئة منذ الصغر مثل النظر للأمور بمنظور ابيض أو أسود والتفكير الخرافي والإعتقاد في السحر والشعوذة والحسد، ومن الأفكار الخاطئة أيضا الكمال والمثالية، وهما من الأمور المستحيلة، فلابد من المرونة في التفكير، فينبغي ألا يكون الفرد متشائما دائما أو متفائلا بإستمرار، والافكار الخاطئة التي تعلمها الإنسان تكون المسبب الرئيسي لما لديه من مشاعر سلبية، فمن يشعر دائما بالخوف والقلق والتوتر يكون متشائما، فنجد المتشائم ينظر بمنظور سوداوي للأمور، وينظر دائما إلي نصف الكوب الفارغ فقط، وتظهر السلبية في أحاديثه، وبالتالي تكون ردود افعاله سلبية وخاطئة.
وعموما فإن البشر جميعا يتعرضون لمواقف وأحداث سلبية بنسبة85% من حياتهم ومن لديه طاقة إيجابية وتفاؤل يستطيع أن يدحض هذه المواقف السلبية المتشائمة، ويستبدلها بأخري متفائلة وإيجابية في تعامله مع الآخرين.
ومحتوي الإنسان المتفائل دائما مملوء بالافكار المحفزة لذاته وللآخرين، وفي تعامله مع من حوله دائما يحدث نفسه سوف اقدر علي كذا... سوف أفعل كذا... لدي الشجاعة... أنا واثق... أنا أستطيع بأذن الله.
أما المتشائم فعباراته لنفسه سلبية وإنهزامية، لذلك ينصح الدكتور أحمد فكري الإنسان المتشائم بأن يبدأ بتغيير أفكاره، وسيجد كل ما حوله يتغير، فالمتفائل يكون لديه مخزون ضخم من الافكار الايجابية، وعند مواجهته للمواقف التي يستدعي فيها أفكاره فإن الإحتمال الأكبر هو إستدعاء جزء من هذا المخزون المتفائل الضخم عكس الشخص المتشائم تماما.
لذلك فعلي المتشائم أن يتعلم أن يختار كلماته إذا كان يخاطب نفسه ويحاسبها فيستخدم عبارات فيها تقدير للذات، وأن يحفز نفسه بعبارات إيجابية دائما، ويفكر بطريقة تناسب طموحاته وامكاناته ويضع اهدافا يستطيع الوصول اليها، وان يستبدل افكاره السلبية بأخري ايجابية حتي وإن اضطر في بادئ الامر إلي أن يكتبها ليسهل عليه استرجاعها.
وعليه أن يتعلم أن يبتسم في وجه الآخرين، فهذا يساعد علي جعله أكثر تفاؤلا، وأن يعلم دائما أن التفاؤل أمر مكتسب، فلابد من السعي إليه، واخيرا فإن التفاؤل لابد أن يكون مقترنا بالحذر، فبدون ذلك يكون هناك استهتار بالمواقف، فلابد من التعامل مع الأمور الحياتية بشكل أكثر منطقية.
الكاتب: منال بيومي.
المصدر: جريدة الأهرام المصرية.